4 أسباب رئيسية لهروب الابناء والابتعاد عن جو الاسري :-
١-عدم وجود العطف والحنان الكافي داخل البيت :
فقد ضرب رسولنا الكريم اعظم الامثله في التحبب للأطفال،وإذا علا الطفل
ظهره
الشريفة وإن كان في الصلاة لم يعجل حتى يقضي الطفل نهمته، وكان يقَبِّل الأطفال،
ويغمرهم بالعطف، والحب،
ووعظ يوما أحد شيوخ الأعراب عندما قال: إن لي عشرة من الولد ما قبَّلت
أحدا
منهم، فقال صلى الله عليه وسلم : وما أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك.
قال أسامة بن زيد رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني
والحسن، ويقول: اللهم إني أحِبُهما فأحِبَهما.
فعدم توفير جو من الالفه والعطف في البيت يودى الي هروب الابناء معظم
الوقت الي
هواتفهم .
٢- عدم توفير الثقة بالنفس لأولادكم :
ودائما هنالك لوم وعتاب واهانه
وتقليل من قدراتهم لاي عمل يقومون به عكس مأ
كان يفعل حبيبنا وقدوتنا ،
حديث أنس - رضي الله عنه -:
"أتى علَيَّ رسولُ اللهِ - صلى الله
عليه وسلم - وأنا ألعبُ مع الغلمان، فسلَّم علينا،
فبعثني إلى حاجَةٍ، فأبطأْتُ على
أمِّي، فلمَّا جئتُ قالت: ما حبسك؟ قلتُ: بعثني رسُولُ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم
- لِحَاجَةٍ، قالتْ: ما حاجتُهُ؟ قلتُ: إنَّها سرٌّ،
قالتْ: لا تحدِّثنَّ بسرِّ رسُولِ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم - أحدًا".
رد الام علي ابنها انها عززت ثقته في نفسه ، لتحمله مسئوليه سر رسول
الله وانه
اهل لتحمل هذه المسئولية ، هكذا تكون التربية.
٣- افتقاد المنزل جو المرح والضحك والفرح :
فيهرب الابناء الي هواتفهم
تجنبا من الغضب او جو التوتر والقلق
كان رسولنا مع كل غزوه الأطفال كانوا دائمًا في استقباله إذا جاء من سفر
ليلاعبهم
ويداعبهم، وكأنه ليس أمامه من الهموم والمشاغل غيرهم!
يقول عبد الله بن جعفر بن أبي طالب:
"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ تُلُقِّيَ بِصِبْيَانِ
أَهْلِ
بَيْتِهِ قَالَ: وَإِنَّهُ قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَسُبِقَ بِي إِلَيْهِ فَحَمَلَنِي بَيْنَ
يَدَيْهِ ثُمَّ جِيءَ بِأَحَدِ ابْنَيْ
فَاطِمَةَ فَأَرْدَفَهُ خَلْفَهُ قَالَ: فَأُدْخِلْنَا
الْمَدِينَةَ ثَلاثَةً عَلَى دَابَّةٍ".
وتخيل هذا المشهد، وقائد الدولة يدخل مدينته، وهو يركب دابته وقد حمل
طفلاً
وأردف آخر خلفه!!
واذا نظرنا الي حال الابهات وهم عائدين من العمل ، لا يطيقون كلام
احد ويدخل منزله
وهمومه معه .. ونسي الاباء ان احتضان احد ابناءه او زوجته كفيل
بان يزيل اي الم
او تعب ناتج من عمله .
٤- التقليل من إهتمامات أولادكم :
وانظر إلى رحمة رسولنا وهو يواسي طفلاً لموت طائر صغير كان يلعب به!
هو الرسول الي كان شغال في امور الدعوه كان بيهتم بالاطفال واهتمامتهم
بشكل ده
يقول أنس بن مالك كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل على أم سليم ، ولها
ابن من
أبي طلحة يُكَنَّى أبا عمير، وكان يمازحه، فدخل عليه فرآه حزينًا، فقال:
"ما لي أرى
أبا عمير حزينًا؟!" فقالوا: مات نُغْرُه الذي كان يلعب به، قال:
فجعل يقول: "أبَا
عُمَيْر، مَا فَعَلَ النُّغَيْر؟".
إنه لا يسخر من مشاعره، ولا يُسفِّه حزنه، بل يشاركه ويضاحكه، فإذا علمت
أن هذا
الطفل الصغير ما هو إلا أَخٌ لخادم يخدم رسول الله
هذه النقاط يقع بها معظم الاباء والامهات والنتيجه هروب الابناء الي
السوشيال ميديا
وانعزالهم في غرفهم ، فتوثر مواقع التواصل الاجتماعي علي الابناء
بالسلب او
الايجاب ..
ولا نجد تصويرًا لأثَر الأسرة في تنشئة الطفل السليم أبلغَ في التعبير
من قوله - تعالى -: ﴿ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ
يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا
نَكِدًا
كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ﴾ [الأعراف: 58]،
فما أشبهَ الأسرةَ بالأرض الخصبة الطيبة التي تنبت أطفالاً ذوي طباعٍ
خيِّرة نقية،
وسلوكٍ نبيل، وما أشبه الأسرةَ المنهارةَ في أخلاقها وسلوكِها بالأرض
الخبيثة التي لا
تنبت إلا نباتًا قليلاً حجمُه ونفعُه، فتخرج أطفالها بطباعٍ قاسية
وامراض نفسية.
رسالة للجيل الجديد .. نتعلم لتربي تربية سليمة في المستقبل
استشارية العلاقات الاسرية & المدربة التحفيزية & اخصائية الموارد البشرية